fbpx

العراق: طقوس زيارات الأضرحة ضاعفت من انتشار الفايروس

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

يقول احمد: “أنا اعتقد أن الامام موسى الكاظم المعصوم يمتلك ولاية تكوينية على كل شيء، ومن ضمنها الفايروسات، وهو قادر على درء خطرها عنّا”!!!

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

العقيدة، وإيمانهُ بها، دفعاه لأداء طقوس زيارة ذكرى مقتل الإمام موسى الكاظم التي تصادف في مثل هذه الأيام، فرغم قرارات ودعوات عدم التجول ووقف الشعائر الدينية الجماعية بسبب انتشار فايروس كورونا، لا تزال مجموعات واسعة في العراق ترفض الامتثال وتصرّ على الخروج لأداء طقوسها الدينية. من بين هؤلاء أحمد سعد الذي أصر على المشاركة في طقوس زيارة الكاظم، أحد الأئمة الذين يعتقد الشيعة بعصمتهم ويشاركون في إحياء ذكراهم. يقول احمد لـ “درج” ، “أنا اعتقد أن الامام موسى الكاظم المعصوم يمتلك ولاية تكوينية على كل شيء، ومن ضمنها الفايروسات، وهو قادر على درء خطرها عنّا”.

أحمد ( 25 عاماً)، هو أحد اتباع التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر، الذي أعلن مواقف متفاوتة تجاه الزيارات الدينية والطقوس الجمعية التي دعت مرجعيات سياسية ودينية عراقية الى وقفها في المرحلة الراهنة بانتظار احتواء انتشار فايروس كورونا.

تغريدة كان نشرها الصدر ثم أزالها

يقول أحمد، ” السبب الرئيسي لخروجي وأداء طقوس الزيارة هو توجيه السيد مقتدى الصدر من خلال تغريدته على تويتر، ولو كان توجيهه بالضدّ من ذلك لما خرجت، فأنا مؤمن تماماً بأن السيد مقتدى أعلم منا بمصالحنا لذلك انا اتبع توجيهاته”، مُشيراً إلى ” أن السيد الصدر ذو علم ودراية ليس بما يخص الدين فحسب، بل انه على معرفة تامة بالفايروسات وكيفية انتقالها وطرق الوقاية والعلاج منها”.

اثناء زيارة ذكرى استشهاد موسى الكاظم (أحد أئمة الشيعة) يقول احمد “حرصت على عدم الاختلاط ، وارتديت الكفوف والكمامة، ووقفت بعيداً بمعزلٍ عن الاخرين ولم ادخل المرقد مباشرة تجنباً للإزدحام”.

اقامة الشعائر لا تزال تحصل

إصابات بالمئات

قبل 6 ايامٍ من ذكرى مقتل موسى الكاظم  أطلق زعيم التيار الصدري  تغريدة عبر تويتر، مُنتقداً فيها دور المرجعية الدينية في النجف في إيقاف أداء صلاة الجمعة، وحفز جمهوره على أداء الزيارة والالتزام بصلاة الجماعة، لترتفع حصيلة الاصابات بفايروس كورونا في العراق من  “165 اصابة إلى 214” ، وهي الحصيلة التي أعلن عنها الناطق الرسمي لوزارة الصحة العراقية سيف البدر مُشيراً إلى أن “أداء الزيارة والتجمعات كان واحداً من أسباب الارتفاعٍ السريعٍ والمفاجئ بعدد الإصابات  للفترة ما بين الخميس 19 اذار (مارس)، والاحد 22 اذار (مارس)، اي بعد أداء طقوس الزيارة، حتى وصل الرقم في العراق لقُرابة الـ 600 اصابة، وتجاوزت اعداد الوفيات فيها 40 شخصاً”.

بعد تصريحه الأول، كان للصدر تصريحٍ مُغاير، مُباشرةً بعد انتهاء مراسيم زيارة موسى الكاظم، اذ فرض على  جمهوره الالتزام بحظر التجوال، بسبب تفشي الفايروس، كما هدد أبناء منطقة (مدينة الصدر) في بغداد حيث كثافة سكانية عالية، بأنه سيحرم مدينتهم من حمل اسم عائلته في حال لم يلتزموا بقوانين الحجر والحظر المفروضة على الشعب العراقي في سبيل تجاوز الازمة.

الاتكاءُ على العقيدة

أجمعت كل النصائح الطبية منذ انتشار جائحة كورونا في العالم أن العدوى سريعة الانتقال في التجمعات البشرية، خصوصاً مع ضعف إجراءات الحماية الصحية، وهذا ما جعل أماكن العبادة بؤرة انتشار أساسي كما بينت خريطة الإصابات في أكثر من دولة من التي شملها الوباء ومن بينها العراق.

وقد انقسمت قيادات دينية وسياسية حول الموقف من الشعائر الدينية والزيارات، فبين من دعا لوقفها وتجنبها حالياً وبين من لا يزال يشجع أتباعه والمؤمنين على التقيد بها.

وبين “المُستحب” و”الواجب” بحسب المفهوم الديني، يسقطُ العديد من اتباع الزعامات الدينية العراقية ضحيةً لوباء كورونا. ويذكر رئيس مركز الفكر للحوار الشيخ مجيد العقابي  لـ “درج” أن “الدين الاسلامي يعمل بمبدأ لا ضرر ولا ضرار، كما أنه يقدم الأوجب على الواجب، وبما أن زيارة الأئمة عليهم السلام مستحبة عند الله، فيُمكن تأجيلها لأن حفظ النفس البشرية وحماية الانسان لذاته واجبة وفقاً لتعاليم الدين”.

ويبدو أن طقوس وشعائر شيعة العراق مسؤولة عن جزء كبير من أسباب انتشار فايروس كورونا وتفشيه وارتفاع عدد الاصابات، بينما تظهر  إصابةً حديثة في مدينة الموصل للمصورٍ الصحفي مهند العنزي يبدو أنه التقطها أثناء اداء مراسيم العمرة في المملكة العربية السعودية، وقد أدت إصابته إلى نقل العدوى إلى خمسِة آخرين من أفراد عائلته.

 السيد الصدر ذو علم ودراية ليس بما يخص الدين فحسب، بل انه على معرفة تامة بالفايروسات وكيفية انتقالها وطرق الوقاية والعلاج منها”.

كسب الجماهير 

تلعب الزعامات الدينية في العراق دوراً مؤثراً وأساسياً في البلاد يتجاوز في أحيان كثيرة دور الدولة والجهات الرسمية، فيمكن لفتوى أو موقف من زعيم ديني أن يكون أكثر نفاذاً وتأثيراً من أي قرار لمسؤول محلي أو سياسي. من هنا، تبدو مواقف المراجع الدينية حاسمة لجهة ضبط او انتشار الفايروس.

يقول  السياسي العراقي ليث شُبّر”عدم ثقة الفرد العراقي بحكومته، وعدم ثقته بالمنظومة السياسية وكذلك النظام السياسي يعدّ أحد  أسباب عدم انصياع المواطن لأي قرار يصدر عن الحكومة ومن ضمنها قرار حظر التجوال، والحجر الصحي العام الذي نعيشه اليوم”.

ويرجع شُبر التزام العديد من الأفراد بقرار الحظر إلى ” دور وسائل التواصل الاجتماعي في توعية الناس، ولولا مُتابعة الأزمة عالمياً من خلال  وكالات الأنباء  العالمية ومواقع التواصل لما صدق العراقيون أقاويل الحكومة، ولما خضع غالبيتهم لقرارات الحظر، التي لم يكن الالتزام بها تلبيةً لتوجيهات الحكومة بل وعياً من قبل بعض الأفراد وحمايةً لأنفسهم”.

توقف المراسيم الدينية

اعتذرت المرجعية الدينية في النجف وكذلك ادارة العتبات المقدسة في محافظة كربلاء عن استقبال الزائرين، مع اقتراب طقوس الزيارة الشعبانية  الخاصة بذكرى ولادة المهدي المنتظر (أحد ائمة الطائفة الشيعية، والذي يعدّ امامهم الغائب) ، بالتزامن مع  تصاعد عدد الاصابات بالفيروس.

كما صدر عن المحافظتين الشيعيتين (النجف، كربلاء) بياناً بهذا الشأن، ويقول مشتاق العلي مدير اعلام العتبة العباسية ” أن المحافظة فرضت حظر التجوال لغاية الـ 17 نيسان المقبل، في سبيل تجاوز توقيت الزيارة الشعبانية، واعتذرنا عن استقبال الزائرين بهدف الحد من تفشي الوباء وهذا ما حصل كذلك في محافظة النجف”.

الطقوس الدينية في العراق ستبقى موضع جدل، خصوصاً لدى شريحة واسعة من المؤمنين بأن زيارات الأضرحة المراقد طقس لا يريدون التراجع عنه رغم كل المخاطر الصحية، وهذا الأمر إذا ما استمر فهو يؤذن بمخاطر يصعب تقديرها.


مجتمع التحقق العربي | 25.04.2024

الضربات الإيرانيّة والإسرائيليّة بين حملات تهويل وتهوين ممنهجة

بينما تصاعدت حدّة التوترات الإقليمية بعدما قصفت إيران إسرائيل للمرة الأولى منتصف نيسان/ أبريل، كان الفضاء الافتراضي مشتعلاً مع تباين المواقف تجاه أطراف التصعيد غير المسبوق.