fbpx

يا وسائل الإعلام تذكروا الجندر في تغطيتكم أخبار “كورونا”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

تتفاوت الوسائل التي ستتأثر بها المرأة من بلد إلى آخر لكن هنا خوف حقيقي من أن استقلالية النساء ستصبح ضحية خفية للوباء، في جميع أنحاء العالم”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تقول إيما ليغنيرود بوبيرغ، مستشارة برنامج الجندر والتنمية في “منظمة دعم الإعلام الدولي” (IMS)، “ينبغي ألا تكون تغطية الأخبار من منظور جندري قضية جانبية أبداً- لكن في وقت الأزمات يتحتم جعلها أولوية، فلو لم تكن كذلك، ستخاطر وسائل الإعلام بالمساهمة في تعميق الأزمات وسلب المكاسب التي حققتها حركة المساواة للنساء في جميع أنحاء العالم”.

 طرح الوباء مشكلات جديدة في التغطية الإخبارية، إذ يتحتم على الصحافيين والمحررين مواكبة التطورات السريعة، إضافة إلى مواجهة التحديات المتمثلة في حماية الموظفين من الإصابة والالتزام بالتهدئة المجتمعية لإبطاء انتشار الفايروس.

تريد “منظمة دعم الإعلام الدولي” أن تذكر وسائل الإعلام بأهمية أن يشمل الإعلام الجميع، في ظل إحصاءات تظهر أن تناول النساء في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة لا يتجاوز 24 في المئة فقط و19 في المئة فقط من الخبراء الذين تستضيفهم وسائل الإعلام من النساء. 

العبء ثلاثي الأوجه

تقول إحصاءات إن فايروس “كورونا”، كوفيد-19 يصيب الرجال أكثر من النساء وأن الضحايا أغلبهم من الرجال. على رغم من إشارة عدد من الخبراء إلى دراسات توضح أن النساء أكثر عرضة للمعاناة من تبعات الفيروس وتداعياته. ومن الأمثلة على ذلك هو تعرض النساء الكبير للمرض وكذلك الخطر المصاحب لذلك والمتمثل في استبعادهن وتجاهل وجهات نظرهن من التدابير والسياسات الموضوعة لمواجهة المرض.

تشكل النساء 75 في المئة من القوة العاملة في مجال الرعاية الصحية حول العالم. إضافة إلى تقديمهن الرعاية الصحية داخل منازلهن، ففي الغالب يتولين مسؤولية رعاية أسرهن وبيوتهن وإطعام الأطفال والكبار المرضى، والمنقطعين عن الدراسة أو المعزولين. وبما أن النساء يتحملن أغلب مسؤوليات الرعاية سواء في البيت أو في العمل، يرتفع احتمال تعرضهن للفايروس.

يخلص تقرير أعدته “هيئة كير الدولية” المعنية بالقضايا الإنسانية يعتمد على دراسات لأمراض وبائية سابقة، إلى أن النساء تحملن 3 أوجه من عبء الأزمة بما أنهن “يتحملن مسؤولية الوقاية من المرض وجهود المواجهة، ويتعرضن لخطر الإصابة، إضافة إلى الأذى العاطفي والجسدي والاجتماعي والاقتصادي”. وعلى رغم من أن النساء يشكلن 75 في المئة من القوة العاملة في مجال الرعاية الصحية، يستحوذ الرجال على 72 في المئة من مناصب الرؤساء التنفيذيين في مجال الصحة في العالم. تبين هذه الإحصاءات أنه وعلى رغم أن النساء معرضات للكثير من المصاعب التي يطرحها الفايروس، إلا أن الرجال هم الذين يطورون سياسات التعامل مع هذه الجائحة، لذلك من المهم نشر رؤى النساء بشأن هذا الموضوع. 

تعلق إيما قائلة “من المهم أن تقدم وسائل الإعلام صورة أعم، ولا تقتصر على إحصاءات المصابين ومعدلات الوفيات، فبلا منظور جندري شامل في سياسات الاستجابة لفايروس كورونا الجديد، سنخاطر بتجاهل النساء والمجموعات المهمشة والتنميط في عمليات اتخاذ القرار. على وسائل الإعلام أن تلعب دوراً في إيصال هذه الأصوات وهي قادرة على ذلك”. 

 حين تحل الأزمة

تعكس الأزمة سواء كانت طبية أو اقتصادية أو صراعاً مسلحاً مرتبطاً بالكوارث الطبيعية أو ناتج عنها، التفاوتات في المجتمع وتضخمها. تتفاوت الوسائل التي ستتأثر بها المرأة من بلد إلى آخر، وتخشى هيلين لويس الصحافية ومؤلفة كتاب “نساء قويات: تاريخ النسوية في 11 صراعاً” من أن “استقلالية النساء ستصبح ضحية خفية للوباء، في جميع أنحاء العالم”. 

وفي مقال نُشر في صحيفة “ذا أتلانتيك” (The Atlantic) تعرب هيلين عن قلقها من أن يشكل هذا الفايروس ضربة خطيرة تعرقل مسيرة الكفاح للمساواة بين الجنسين في كل أنحاء العالم. في الدول المتقدمة، يضطر الزوجان العاملان إلى اتخاذ قرار بشأن من سيعتني بالمنزل. ونظراً لأن الرجل غالباً ما يكون الأعلى دخلاً في هذه الأسر، تخاطر المرأة بخسارة وظيفتها ودخلها لفترة زمنية طويلة. يُرجح أن يعاني الرجال والنساء على حد سواء من انخفاض الراتب في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، لكن مستوى راتب الرجل يعود إلى وضعه الطبيعي بصورة أسرع من المرأة. إضافة إلى ذلك، تشغل المرأة قطاعاً كبيراً من الأعمال غير الرسمية وأعمال الدوام الجزئي في أنحاء العالم، وغالباً ما تكون هذه الفئة من العمال أول الفئات تستغني عنها الشركات عندما ترغب بتقليل العمالة. من المحتمل أن يؤدي فايروس “كورونا” إلى انتكاسة بالنسبة إلى استقلالية المرأة والأرباح التي تجنيها على مدار حياتها، بل قد لا تتمكن بعض النساء من استعادة مستوى الدخل الذي كن يحصلن عليه قبل “كورونا”. 

على رغم أن النساء معرضات للكثير من المصاعب التي يطرحها الفايروس، إلا أن الرجال هم الذين يطورون سياسات التعامل مع هذه الجائحة

ثمة مشكلة أخرى تثير القلق وهي العنف ضد المرأة؛ الداء المتفشي في قطاعات كبيرة من العالم شأنه شأن فايروس كوفيد-19. على مستوى العالم، تتعرض واحدة من كل 3 نساء خلال حياتها إلى العنف الجسدي أو الجنسي أو كليهما من قبل شريكها الحميم أو العنف الجنسي من قبل شخص آخر غير شريكها. يُعد عنف الشريك الحميم والعنف الجنسي والاتجار بالبشر وزواج القاصرات من المشكلات المرشحة للتدهور أثناء الأزمة، وفقاً لتقرير “هيئة كير الدولية” الذي يستند إلى تجارب من الأوبئة السابقة. شهد عدد حالات العنف الأسري المبلغ عنها في الصين ارتفاعاً كبيراً بعد إجراءات الحجر الصحي الصارمة التي فرضتها الدولة.

يشكل الحجر الصحي والقيود المفروضة على الحركة تهديداً لسلامة المرأة في الكثير من المنازل، كما أن الأجهزة المعنية بحماية المرأة غالباً ما تقلل من نطاق عملها خلال فترة انتشار المرض وتوجه مواردها إلى الأمور المتعلقة بالمرض بصورة مباشرة. وفي هذه الأوضاع الإنسانية، يزداد التمييز بين الجنسين إذ يقتضي الاستعداد لوباء كوفيد-19، والاستجابة له، إعادة توجيه الموارد أو تخفيضها. وقد ثبُت أن الأوبئة لا يقتصر ضررها على صحة المرأة وسلامتها ورفاهيتها فحسب، بل يمتد أثرها إلى تعليمها وأمنها الغذائي وسبل كسب العيش، لكن هذه الأمور غالباً ما يتم تجاهلها أو غض الطرف عنها في أوقات الأزمات.

 ما الذي بوسع الإعلام فعله؟

تشجع إيما وسائل الإعلام على البحث عن قصص تتعلق بالمرأة ووجهات نظرها إلى جانب الاهتمام بالمجموعات الأخرى المستضعفة. وينبغي أيضاً أن تولي وسائل الإعلام عناية بالغة لعدد الخبراء والمصادر التي تستعين بها من كلا الجنسين.

“إذا لم تهتم وسائل الإعلام باحتواء الجميع، فستتعرض المرأة والمجموعات المهمشة إلى الاستبعاد والتنميط وتفتقر إلى من يعبر عنها. إذا لم تجعل وسائل الإعلام مراعاة الجنسين واحدة من أولوياتها، فستميل هذه الوسائل غالباً إلى تكرار وترسيخ التحيزات المتجذرة في المجتمع التي قد تسفر عن آثار بالغة وطويلة الأمد على طريقة استجابة المجتمع للأزمة ومن ثم الطريقة التي ينظر بها إلى المساواة بين الجنسين”.

لحسن الحظ، تتزايد أعداد وسائل الإعلام التي ترغب في جعل مراعاة الجنسين جزءاً أصيلاً من ممارساتها العملية. تتعاون “منظمة دعم الإعلام الدولي” (IMS) مع وسائل إعلام المحلية تتميز بتوجهاتها التقدمية في ما يخص المبادئ وظروف العمل المنصفة للجنسين. وتُعد المشاريع واسعة النطاق مثل مشروع شبكة “بي بي سي” 50:50 للمساواة بين الجنسين مصدر إلهام يساعد وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم في التركيز على المساواة بين الجنسين.

“يتمتع الإعلام بالقدرة على إبراز صوت المرأة وعرض أدوارها الفعالة في مواجهة أزمة كورونا ودعم مساهمتها في النقاشات العامة وتحدي الأنماط الجنسانية ومساءلة أصحاب القرار بشأن حقوق المرأة”. تأمل إيما أن تستغل وسائل الإعلام هذه النقطة الزمنية بالغة الأهمية في دعم المساواة بين الجنسين داخل العمل الإعلامي وخارجه، وتؤكد أن ذلك ليس لمصلحة المرأة وحدها، “ينبغي أن تقدم وسائل الإعلام روايات متنوعة تعكس احتياجات المجتمع وتطلعاته وآراءه المختلفة. إذا كان المحتوى الذي تقدمه متنوعاً ويعكس مختلف أطياف المجتمع، فسيكون كل ما تنشره أكثر دقة وتركيزاً وسيجذب جمهوراً أكبر، ويحتمل أن يؤدي إلى تغييرات إيجابية على مستوى المجتمع وصناع السياسة، أرى أن ذلك مكسب للجميع”.

هذا المقال مترجم عن موقع مؤسسة  mediasupport.org ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط هنا

مجتمع التحقق العربي | 25.04.2024

الضربات الإيرانيّة والإسرائيليّة بين حملات تهويل وتهوين ممنهجة

بينما تصاعدت حدّة التوترات الإقليمية بعدما قصفت إيران إسرائيل للمرة الأولى منتصف نيسان/ أبريل، كان الفضاء الافتراضي مشتعلاً مع تباين المواقف تجاه أطراف التصعيد غير المسبوق.