fbpx

الخلفية الخبيثة لاحتفاء إسرائيل بيوم اللغة العربية

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

إسرائيل التي يتحدث 20 في المئة من مواطنيها العربيّة، تسعى للمشاركة بهذه الاحتفالات. وتشمل قائمةُ الوجبة الاحتفالية مأكولاتٍ أعدّها كبار طُهاةُ مكتب الإعلام ووزارة الخارجية.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

يُحيي العالَم في 18 كانون الأول/ ديسمبر من كل عام يومَ اللّغة العربيّة. بل وتحتفل بعض الدول العربية وعدد من الدول الأخرى لا سيّما الأوروبية، التي يقطن فيها عدد لا بأس به من الناطقين بالعربية، بهذا اليوم. كما هو معروف هاجر هؤلاء إلى أوروبا بأعداد كبيرة عقب ثورات “الربيع العربي”. ولكن، حدث في ما يتعلق باللغة العربية تغيير إيجابي في دول كألمانيا والسويد، اللتَين بدأتا بإتاحة المؤسسات الحكومية والمدارس باللغة العربيّة.

إسرائيل أيضاً والتي يتحدث 20 في المئة من مواطنيها العربيّة، تسعى للمشاركة بهذه الاحتفالات. وتشمل قائمةُ الوجبة الاحتفالية مأكولاتٍ أعدّها كبار طُهاةُ مكتب الإعلام ووزارة الخارجية: مقاطع فيديو لطيفة تظهر أسلوب إحياء هذا اليوم في إسرائيل وتقديرها اللغة العربية. وكالعادة سيخرج أفيخاي أدرعي في مهمّته مجتازاً جبهة العدوّ ليسأل الإسرائيليين عن كلماتهم المفضلة بالعربية، بل وليخبرهم في نهاية المطاف أنّ كلمة “صَبابة” عربية! مهلاً، أتعلمون ما هي كلمة الجنود المفضلة بالعربيّة؟ يبدو أنّ كلمة “وَسَخ”، التي ترسخت في العاميّة العسكرية، أصلها عربي.

لكن وفيما تحاول أجهزة الدعاية الإسرائيلية تسويق العربية بهذه الطريقة – لتُظهر للعالم ولا سيّما العربي، إسرائيل كدولة متقدّمة، مستنيرة، تحترم مواطنيها العرب ولغتهم  بل وتحترم الحيّز العربي بشكل عامّ- فالواقع أقلّ جاذبية وإشراقاً مما هو عليه. فخير مثال على ذلك محو أسماء الشوارع بالعربية من اللافتات حتى في المناطق التي تسكنها نسبة كبيرة من المواطنين العرب، إضافة إلى غياب اللغة العربيّة من استمارات وزارة الداخلية التي لا تقدم خدمات بالعربية. لكن، حتى وإن وُجدت ترجمة إلى العربية، فعادة ما تكون غيرَ مُتقَنةٍ أو خاطئةً.

إقرأوا أيضاً:

تشير هذه الأمثلة إلى رغبة جامحة بمحو اللغة العربيّة من إسرائيل، استئصالها بل وإذلالها. لكن، لا تقتصر هذه النظرة على اللغة العربية فحسب، بل تشمل الناطقين بها. فقد قامت الدولة منذ عام 2014 بشكل ممنهج وتحت ستار القانون، بتغيير مكانة اللغة العربية لتصبح مُتدنية. وصلت هذه العملية ذروتها عقب المصادقة على قانون القومية، الذي غَير مكانة العربيّة من لغة رسمية ومنحها مكانة “خاصّة”- بالفعل خاصّة لدرجة تسطيحها وتفريغها من عمقها.

لم ينبع هذا التغيير عن رغبة ملحة بدمج المواطنين الفلسطينيين في بوتقة إسرائيلية تحتويهم. بل على النقيض من ذلك، إذ كان هدف تغيير مكانة العربيّة- لغة المكان والمنطقة منذ القِدَم- إلغاء الصلة والعلاقة بين اللغة العربيّة وهذه البِلاد بل ومساواتها ببقية اللغات غير العبرية المحكية في إسرائيل.

 لكن وخلافاً للروسية أو الأمهارية، فالعربيّةُ هي لغة هذا الحيّز الأصلانية. فهي ليست دخيلة على الحيز، كما ولم تُستورد لأغراضٍ ديموغرافية. بل ولدت هنا، وستظل باقية هنا إلى الأبد. يهدف تغيير مكانة اللغة وتحويلها إلى لغة ذات مكانة “خاصة” إلى معاملة ناطقيها “كمُهاجِرين”، أو “مواطنين تتصدّق عليهم الدولة”، فهم يحتاجونها للتأقلم والاندماج في الدولة المُستضيفة، على رغم أنّ العكس صحيح. 

بالطبع، لا يردع هذا بعض الإسرائيليين الذين يدعمون قانون القومية من التمتُّع بثروة اللّغة الرسمية، وأعني هنا تسمية مطاعم إسرائيلية بأسماء عربية “ساحرة” وتصوير مقاطع فيديو تُثبت قدرة الإسرائليين على التلفظ بكلمتَين بالعربية “منيح مشان العلاقات العامّة”. صبابة؟ صبابة.

إقرأوا أيضاً: