fbpx

فايز كرم ليس أكثر من “Cadeau de retour”

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

لا تكمن الفضيحة التي يمثلها ترشيح القيادي في التيار العوني، والعميل السابق، فايز كرم في أن العونيين رشحوه، بل في معادلة التخوين التي أنشأها “حزب الله” وحولها إلى مقصلة سياسية يومية. إنها فضيحة “حزب الله”، وليست فضيحة العونيين.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

الابتذال هنا يأخذ مداه في علاقة الحزب بالتيار. كل الأسلحة يمكن استعمالها لرأب الهزيمة عن التيار. خطأ واحد يمكن أن يكلف خصوم الحزب حياتهم، لكن ترشيح رجل اعترف بتواصله مع الإسرائيليين في زمن ليس بعيداً ليس شأناً يستدعي التوقف عنده، طالما أن وظيفته تحصين الحليف!

نعم لقد سبق لـ”حزب الله” أن أتاح لحليفه الإفراج عن آمر سجن الخيام عامر الفاخوري، ولم يترافق ذلك مع أي ثمن سياسي. العلاقة المذهبية تتقدم الشعار الذي يسوقه الحزب. 

فليكن عامر فاخوري حراً على رغم الألم الذي تسبب به لمئات المعتقلين في سجن الخيام، فهذه الآلام يمكن توظيفها في معركة أخرى، مع الخصوم المذهبيين، وليس مع الحلفاء. أحمد فتفت، وزير الداخلية من الطائفة السنية خلال حرب تموز، ما زال يعير بأن عهده في الوزارة شهد استقبال عناصر ثكنة مرجعيون لجنود إسرائيليين خلال غزوهم البلدة، أما صورة ميشال عون مستقبلاً الضباط الإسرائيليين على مدخل متحف بيروت عام 1982 خلال غزوهم العاصمة اللبنانية، فهذه اختفت عن سوشيل ميديا الممانعة، فالخصم المذهبي هو أحمد فتفت، فيما الجنرال اللبناني بصحبة الجنرالات الإسرائيليين، هو حليف اللحظة، ويجب أن تشمله حماية الممانعة وعطف إعلامها ومغرديها.

لكن يجب أن نعيد النظر بعلاقة الحزب بالتيار، فالأخير أهدى لبنان لـ”حزب الله”، فيما أبدى الحزب استعداداً لابتذال خطابه كهدية موازية. وفي غمرة تبادل الهدايا، يمكننا أن نحصي فايز كرم وعامر فاخوري والحدود البحرية، لكن يمكننا أن نحصي أيضاً تسامح الحزب مع حفلة الشتائم التي كالها جبران باسيل لرأس الثنائي الشيعي رئيس مجلس النواب نبيه بري حين وصفه بأنه “بلطجي”، ناهيك بتصريح واضح لباسيل لقناة “الميادين” بأن “لا خلاف ايديولوجياً مع إسرائيل”. وهنا علينا أن نتخيل ماذا كان سيحل برئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع لو فعل ذلك.

بنان

إنها الانتخابات، وفيها كل شيء مباح. النظام الذي يتربع “حزب الله” على رأسه مستعد لبذل كل شيء في سبيل تأمين استمراره. فايز كرم سيكون أبسط الأثمان، وحماية ميشال مما حل به وإعادة لململة خسائره ستكلف “حزب الله” ما يفوق ماء وجهه. الإطاحة بألبير منصور في البقاع ليحل مكانه مرشح عوني هدفه تأمين مقعد للتيار يعوض الخسائر في أماكن أخرى. وجود ألبير منصور له قيمة معنوية، لكن لا مكان للمعنويات الآن، وخطوات مشابهة قد تشهدها أقضية جبيل ومرجعيون، وربما الزهراني حيث المقعد الكاثوليكي الذي يشغله ميشال موسى الموالي لنبيه بري.

لكن الحديث عن أن فايز كرم فضيحة “حزب الله” وليس فضيحة العونيين، ينطوي أيضاً على سذاجة استدرجتنا عليها أوهامنا عن منظومة قيمية افترضنا أن بإمكاننا أن نصيب “حزب الله” فيها. لكن السلطة أهم من أي شيء، وهدية العونيين للحزب فاقت بأضعاف ما يحاول الحزب رده للتيار. لقد أهداهم التيار لبنان كله، وفايز كرم “Cadeau de retour” لا تساوي شيئاً مقابل الكرم العوني. ويبدو أن الحزب بصدد الكثير من الـ”Cadeau de retour”، فهو لن يتمكن من مقاومة طلب حليفه نبيه بري ترشيح المصرفي سيئ السمعة مروان خير الدين عن المقعد الدرزي على رغم ما يدعيه الحزب لجهة تحميله المصارف مسؤولية عن الانهيار المالي! فالمطلوب من بري أكثر بكثير مما سيعطيه إياه الحزب. المطلوب منه هذه المرة أن يتحالف وأن يؤمن مقاعد لمن وصفه بالبلطجي.

إقرأوا أيضاً: