fbpx

عن الإصابة مرة أخرى بـ”كورونا”… المناعة واللقاحات

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

الإصابة لمرةٍ ثانيةٍ تميل إلى أن تكون أقل حِدَّة، إذ إن ثلث المصابين بـ”كوفيد- 19″ لمرة ثانية فقط تظهر لديهم أعراض، مقارنةً بظهورها لدى 78 في المئة من المصابين بالمرض للمرة الأولى.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

تراودنا أسئلة كثيرة تتعلق بوباء “كوفيد- 19” وباللقاحات ضده، هنا بعض الإجابات.

كم المدة التي تستمر خلالها الحماية الطبيعية التي يشكلها الجسم من الإصابة الأولى بالعدوى؟

ليس هناك جوابٌ قاطعٌ لهذا السؤال، لكن دراسات عدة تشير إلى أن الحماية التي ينتجها الجسم من طريق الإصابة السابقة بأي عدوى، تستمر لما لا يقل عن بضعة أسابيع.

بحسب دراسة نشرتها “هيئة الصحة العامة في إنكلترا” PHE في كانون الثاني/ يناير قبل أن تخضع لمراجعة، بعدما نظرت في أطقم العمل في المستشفيات، كان متوسط الفترة الفاصلة بين الإصابة الأولى بالعدوى وعودة الإصابة أكثر من 160 يوماً، أي نحو 5 أشهر. وفي غضون ذلك، تشير دراسة من قطر إلى أن الحماية التي تنتجها المناعة الطبيعية، والتي تبلغ فعاليتها 95 في المئة، تستمر نحو 7 أشهر.

هل الأرجح أن الإصابة مرة أخرى بأي عدوى تكون أشدّ أم أخفّ من الإصابة السابقة؟

مرة أخرى، ليس ذلك واضحاً. يقول جوليان تانغ، طبيب الفايروسات السريري وأستاذ مساعد فخري في قسم علوم رعاية الجهاز التنفسي لدى جامعة ليستر: “الناس على اختلافهم سوف يستجيبون استجابات مختلفة للإصابة لمرةٍ ثانيةٍ، استناداً إلى كيفية استجابتهم المناعية للإصابة الأولى بالعدوى”.

بعض الأشخاص تكون إصابتهم الثانية بعدوى ما أخف وطأة من الإصابة الأولى. وفقاً لدراسة من قطر، أقل من 0.2 في المئة ثبتت إيجابية اختبار “كوفيد- 19” بعد مرور أقل من 45 يوماً على إيجابية الاختبار الأول، ونحو خُمس هذه النسبة فقط ظهرت لديهم أعراض أو أدلة قوية أو واضحة على إصابتهم مرة أخرى. وهؤلاء الأشخاص الذين بلغ عددهم 54 شخصاً، احتاج شخص واحد منهم فقط الدخول إلى المستشفى، وحتى هذا الشخص كانت إصابته خفيفة.

تؤيد دراسة ثانية من قطر– لكنها لا تزال تخضع لمراجعة الأقران- هذا الرأي، وفيها اكتُشف ثلثا حالات الإصابة للمرة الثانية من طريق الاختبارات العشوائية أو الروتينية فحسب. مرة أخرى، تشير هذه الدراسة إلى أن الإصابة للمرة الثانية نادرةٌ، إذ إن 129 شخصاً فقط، من أصل 43044 خضعوا للمتابعة، ظهرت لديهم أعراضٌ تُبيِّن إصابتهم مرة أخرى على مدى 16.3 أسبوعاً في المتوسط.

من بين 33 شخصاً اعتُقد أنهم أُصيبوا بمرض كوفيد-19 لمرةٍ ثانيةٍ، توفي واحدٌ منهم وأُدخل 12 شخصاً آخر إلى المستشفى.

تفيد دراسة هيئة الصحة العامة في إنكلترا هي الأخرى بأن الإصابة لمرةٍ ثانيةٍ تميل إلى أن تكون أقل حِدَّة، إذ إن ثلث المصابين بـ”كوفيد- 19″ لمرة ثانية فقط تظهر لديهم أعراض، مقارنةً بظهورها لدى 78 في المئة من المصابين بالمرض للمرة الأولى.

لكن هناك عدداً من الحالات حول العالم التي أدت فيها الإصابة لمرة ثانية إلى مرض أسوأ.  ففي دراسة حديثة أجراها باحثون في البرازيل، وتوشك أن تُنشر في الدورية العلمية Journal of Infection، توصلت الدراسة إلى أنه من بين 33 شخصاً اعتُقد أنهم أُصيبوا بمرض كوفيد-19 لمرةٍ ثانيةٍ، توفي واحدٌ منهم وأُدخل 12 شخصاً آخر إلى المستشفى، برغم أن جميع هؤلاء لم يحتاجوا إلى مثل هذه الرعاية عندما أُصيبوا بالعدوى في المرة الأولى. ومع ذلك، ينبغي لفت الانتباه إلى أنه لم يتضح ما إذا كانت جميع الحالات أُصيبت مرةً ثانيةً أو أنها كانت حالات لاشتداد العدوى السابقة.

هل هناك احتمال أكبر لأن يصاب شخص ما بـ”كوفيد- 19″ لمرة ثانية من طريق الإصابة بسلالة مختلفة من الفايروس؟

تقول ديبورا دن والترز، أستاذة علوم المناعة لدى جامعة سري ورئيسة فريق العمل المختص بالمناعة و”كوفيد- 19″ في الجمعية البريطانية لعلوم المناعة: “إذا لم تكن لديك استجابة مناعية جيدة، فيمكن أن تصاب مرة أخرى بالفايروس نفسه”.

إذا كانت تلك الاستجابة جيدة، فإن فرصة الإصابة بالسلالة ذاتها من الفايروس سوف تكون محدودة، ولكن لا يزال هناك احتمال للإصابة لمرة ثانية، من طريق السلالات الأخرى.

بيد أن الموقف ليس مباشراً إما أبيض أو أسود؛ نظراً إلى أن هذا الأمر يعتمد على التحورات التي تنطوي عليها أي سلالة جديدة، ومدى تأثيرها في قدرة الفايروس على إصابة الخلية وتفاعلها مع الأجسام المضادة في الجسم واستجابة خلاياه التائية، التي ينتجها الجهاز المناعي نتيجة الإصابة السابقة بالعدوى.

سلط الباحثون في البرازيل الضوء على إمكان تسبب أي سلالة جديدة في الإصابة لمرة ثانية: بحسب اختبارات الأجسام المضادة، اعتُقد أن حوالى ثلاثة أرباع سكان مدينة ماناوس البرازيلية أُصيبوا بـ”كوفيد-19″، بحلول تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وعلى رغم ذلك كان هناك ارتفاع حاد في الحالات التي دخلت المستشفيات بسبب الإصابة بمرض “كوفيد- 19″، خلال هذا العام. يقول الباحثون إن أحد التفسيرات يفيد بأن هناك ظهوراً لسلالات جديدة من فايروس “كورونا”، قد تكون استطاعت التملص من المناعة المكتسبة من الإصابات السابقة بالعدوى.

وبالفعل، كشف بحث نُشر هذا الأسبوع من طريق باحثين في جامعة أوكسفورد -ولم يخضع بعد لمراجعة الأقران- عن أن الأشخاص الذين تعافوا من “كوفيد- 19″، ظهر لديهم نشاط للخلايا التائية تجاه السلالات الجديدة، بما في ذلك السلالة التي ظهرت في جنوب أفريقيا. ولكن في العموم، كانت الأجسام المضادة لديهم أقل قدرة على إبطال تأثير سلالة جنوب أفريقيا وسلالة مقاطعة كنت، مقارنة بالسلالة الأصلية لفايروس “كورونا”، ما يشير إلى احتمال وجود مستوى أقل من النشاط الدفاعي.

إقرأوا أيضاً:

هل بعض الأشخاص عرضة لخطر الإصابة مرة ثانية أكثر من الآخرين؟

يبدو كذلك، ولكن ثمة عوامل كثيرة مؤثرة. تقول ديبورا دن والترز: “تتعلق إصابتك أو عدم إصابتك بما لديك من مناعة”، وما إذا كنت قد تعرضت للفايروس.

ولعل بعض الأشخاص عرضة لخطر الإصابة أكثر من غيرهم نتيجة عوامل اجتماعية على غرار الوظيفة التي يمتهنونها، ما يعني أن لديهم فرصةً أكبر للاحتكاك بالفايروس مرة أخرى: على سبيل المثال، من المتوقع أن يكون العاملون في مجال الرعاية الصحية أكثر عرضة لخطر الإصابة ومعاودة الإصابة نتيجةً لهذا الأمر.

إنما ثمة عوامل بيولوجية قد تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة لخطر الإصابة مرة ثانية. يقول الدكتور تانغ، طبيب الفايروسات السريري: “كل إنسان فريد في ذاته، مثلما هو الحال مع الاستجابة المناعية لكل فرد، ما يحكم كلاً من خطر الإصابة مرة ثانية وشدة الإصابة الثانية، ولذا يصعب للغاية تعميم نتائج الأبحاث ونتائج التجارب السريرية على الأفراد في أي مجموعة سكانية”.

ما مدى أهمية التطعيم؟

يؤدي التطعيم دوراً رئيساً في حماية الأفراد من الإصابة الأولى. لكنه مهمٌ أيضاً لهؤلاء الذين أُصيبوا به بالفعل. ومع أن المناعة الطبيعية يمكن أن تُكتسب من أي إصابة سابقة بالعدوى، فإن التطعيمات تكون زيادة تأكيد لمستوى الحماية المكتسبة وتعزيزاً للحماية المكتسبة من أي إصابة سابقة بالعدوى.

ويمكن أن تقدم اللقاحات حماية أكبر ضد السلالات المختلفة. بحسب دراسة باحثي “أوكسفورد” التي لم تخضع لمراجعة الأقران، فإن الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من لقاح بيونتيك/ فايزر، كانت لديهم خلايا تائية واستجابة أجسام مضادة قوية ضد السلالة الأصلية من فايروس “كورونا” المستجد وضد سلالتي كنت وجنوب أفريقيا، ما يشير إلى أن اللقاح ربما أمدّ حماية ضد الإصابة بجميع هذه السلالات. يأتي ذلك على النقيض من النتائج المتعلقة باستجابة الأشخاص الذين أُصيبوا سابقاً إصابةً طبيعيةً.

“تتعلق إصابتك أو عدم إصابتك بما لديك من مناعة”

تقول ديبورا دن والترز: “الإصابة الطبيعية لا تضمن حصولك على مناعة، ولعل التطعيم قد يفعل ذلك”.

مع أن الدراسات تشير إلى أن بعض لقاحات “كورونا” قد تكون فعاليتها ضد سلالة جنوب أفريقيا أقل من فعاليتها ضد السلالة الأصلية من فايروس “كورونا” أو ضد سلالة كنت، يقول الخبراء إن هذه الجرعات لا تزال تقدم مستوياتٍ جيدةً من الحماية ضد المرض الخطير. والأكثر من هذا أن اللقاحات تخضع لتعديل كي تستهدف السلالات الجديدة بصورةٍ أفضل، وهي خطوة سوف تعزز الحماية أيضاً.

– هذا المقال مترجم عن theguardian.com ولقراءة الموضوع الأصلي زوروا الرابط التالي.

إقرأوا أيضاً: