fbpx

بعد فتك “كورونا” بالبلاد…
لماذا يتردد العراقيون في تلقّي اللقاحات؟

لتلقّي أبرز قصص درج على واتساب إضغط(ي) هنا!

“لم يتم إدخال الرقائق الدقيقة إلى جسمي بحسب شائعات التطعيم والحمد لله أنا الآن بخير”.

الأكثر قراءة
[tptn_list show_date="1" heading="0" title_length="200" limit="5"]

“لن آخذ أي نوع من لقاح كورونا مهما حدث، لأنه غير صالح ومميت وهذا ما أكدته أختي الطبيبة المقيمة في السويد وحذرتني من تلقيه، إذ يتسبب بأعراض جانبية  شديدة وحرجة، أدت  إلى وفاة أشخاص في عدد من دول العالم  المتقدم فكيف يكون الأمر هنا في العراق؟”، تشرح خولة عبد العزيز وهي متقاعدة تجاوزت الـ82 سنة، رأيها باللقاح.

مثلها عراقيون كثر، يرفضون تلقي اللقاحات ضد فايروس “كورونا”، على أنواعها المعتمدة عالمياً، والتي تختلف في مزاياها من حيث التركيبة وطريقة التخزين وعدد الجرعات. 

حتى الآن، لا يزال عدد متلقّي اللقاحات في العراق ضئيلاً جداً في المقارنة مع عدد السكان. نحو 274343 عراقي فقط تلقوا لقاحات ضد “كورونا” حتى الآن، في بلد يناهز عدد سكانه الـ40 مليوناً، وفي وقت تصنّف منظمة الصحة العالمية “التردد بتلقّي اللقاحات” كأحد التهديدات العشرة الرئيسية للصحة العالمية.

تجارب شخصية 

حرصت  رغد السهيل، المتخصصة في علم الأحياء المجهرية، على تحويل صفحتها على “فايسبوك” إلى منبر للتوعية بضرورة تلقي اللقاحات ودحض الشائعات التي تطاولها وأساسها “الصراعات الاقتصادية بين الشركات والدول، ولا يوجد لقاح أو دواء في العالم  يكون تأثيره على الجميع 100 في المئة”.

وتضيف أن “أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن هم الأولى في التلقيح في هذه المرحلة”، وتطلب إلى الناس أن يفسحوا لهم المجال، مؤكدة أن “جميع اللقاحات فعالة وجيدة وبدون استثناء، لا تسألوا أيها أفضل، لا نملك خيارات، المتوفر هو الأفضل… وإن حدثت أي مضاعفات فهي بسيطة مثل ارتفاع في الحرارة أو بعض التعب لا أكثر، ولا يستمر ذلك أكثر من يوم أو يومين”. 

نشرت رئيسة تحرير مجلة “الشبكة” العراقية  نرمين المفتي تجربتها مع اللقاح: “بعد أكثر من 24 ساعة من أخذ اللقاح، ما زال هناك ألم عضلي وإن خف عما قبل ساعات كثيراً، لم ترتفع حرارتي وإنما شعرت لفترات قصيرة ببعض البرودة والقشعريرة، تسببت بالأرق، ولم يتم إدخال الرقائق الدقيقة إلى جسمي بحسب شائعات التطعيم  والحمد لله  أنا الآن بخير”.

وكتب الصحافي العراقي المقيم في لبنان محسن حسين جواد، وعمره 87 سنة، مقالاً شدد فيه على أهمية تلقي اللقاح: “طلبت التلقيح الأسبوع الماضي ووصلتني رسالة من وزارة الصحة اللبنانية تقول أنت من الفئة المستهدفة وتخيرني بموعد التلقيح والمستشفى الذي أريد التلقيح فيه: فاخترت تاريخ اليوم الخميس 25 شباط الساعة العاشرة صباحاً في مستشفى المعونات قرب مسكني في مدينة جبيل شمال لبنان. وبعد التأكد من الأوراق وبعض الأسئلة عن الحالة الصحية والأدوية التي أتناولها وما إذا كانت هناك حساسية من بعض الأدوية دخلت وقامت الممرضة بتلقيحي، ثم طلبت أن ادخل قاعة المراقبة لمدة 20 دقيقة، وبعد أن انقضت من دون عوارض تذكر، غادرت. الآن اكتب لأخبركم أنه لا يوجد ما يستدعي الخوف والتردد مطلقاً”.

حتى العاملون في الحقل الطبي في العراق، وبدل أن يساهموا في التوعية، يزيدون خوف الناس. أحدهم، يعمل معاوناً طبياً في بغداد يمتنع عن أخذ اللقاح: “بصراحة أنا أتردد لانعدام الثقة بأي لقاحات طبية بخاصة أنني شهدت حالة مؤلمة لرجل خمسيني ساءت حالته كثيراً بعد تلقيه اللقاح الصيني، لا سيما أن العراق يعد سوقاً لترويج البضاعة الرديئة في المجالات كافة”. وهو أمر يأسف له الإعلامي علي جبّار عطية الذي يقول إن “الحملة الإعلامية نجحت في التوعية بفايروس “كورونا”، وسبل الوقاية منه، وأخذ العلاج منذ بدء الوباء قبل سنة ونصف السنة، لكنَّ الترويج لأخذ اللقاح ضده لم يكن بالمستوى نفسه”. لكنه يعتقد أن “أخذ اللقاح سيأخذ مداه شيئاً فشيئاً حاله حال اللقاحات الثلاثية التي تُعطى للأطفال، فضلاً عن أنَّ الأنظمة والقوانين التي سنَّتها بعض الدول تُلزم المواطنين، والمسافرين بإظهار شهادة التلقيح ضماناً للسلامة، ما يعني أنَّه لا يمكن الوقوف في وجه  الاتجاه العالمي العام لعودة الحياة الطبيعية مع ازدياد أعداد المستفيدين من أخذ اللقاح”.

إقرأوا أيضاً:

“كل اللقاحات آمنة”

يقول أوس أحمد رضا، طبيب الأمراض العصبية في مستشفى اليرموك التعليمي في بغداد وهو أحد المراكز التي خصصت لأخذ اللقاح: “فعالية اللقاح تصل إلى 95 في المئة وهي نسبة عالية جداً، أما تأثيره في الجسم بعوارض جانبية بسيطة، فهو قليل جداً”. 

يفرح رضا لإقبال الناس على التطعيم بعد معاناة ما يقارب العامين منذ انتشار الجائحة، وبخاصة عند وصول لقاح “فايزر الأمريكي حيث نفدت الكمية خلال يومين من مستشفى اليرموك، وعزا ذلك إلى  “الحملة الإعلانية الكبيرة التي روجت للقاح”، مكرراً تأكيده أن “لا داعي للخوف من أخذه  وكل اللقاحات آمنة وينصح بأخذ أي لقاح متوفر”.

بطاقة التلقيح وثيقة أساسية لقطع تذاكر السفر 

وفي خطوة، قد تدفع كثيرين إلى تغيير رأيهم في شأن اللقاح، دعت وزارة الصحة العراقية، مكاتب الخطوط الجوية إلى عدم قطع أي تذكرة سفر ما لم يبرز المسافر بطاقة التلقيح ضد “كورونا”، وهو ما قد يضطر كثيرين من العراقيين الذين يضطرون إلى السفر، لتلقي اللقاح. وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر، إن “وزارة الصحة ستقوم، إضافة إلى ذلك، بغلق أي مول أو محل أو مطعم لا يحمل العاملون فيه بطاقات تثبت تلقيهم للقاح”.

إقرأوا أيضاً: